بأختصار ديمقراطي// عرس عالمي...وحزن عراقي..!!
رعد العراقي...... المدى الرياضي
لم تكن للرياضة العراقية عبر مشاركاتها في الدورات الاولمبية منذ انطلاقها حتى الآن اي حضور فعلي ومؤثر سوى انجاز وحيد (منقذ لماء الوجه) حققه الرباع المرحوم عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما عام 1960! وتصوروا حجم الكارثة التي حلـّت بالرياضة عندما عجزت كل العقول الادارية والتدريبية وعبر 52 عاماً من تقديم بطل رياضي يكسر حاجز الاخفاق واعتلاء منصة التتويج وخطف ميدالية اولمبية أي كان لونها تقلل من وحشة برونزية عزيز!
اكثر من نصف قرن والجماهير تنتظر ان تشارك شعوب العالم في عرس الاولمبياد من خلال التفاعل والتنافس ورؤية رياضيينا وهم يتحلون بالنفس الطويل والقدرة على المطاولة طوال ايام الدورة وليس الاكتفاء ببضع العاب والخروج من الجولة الاولى بهزائم مذلة امام رياضيين ربما لا يمتلكون الكثير من مقومات الاستعداد المريح من قدرة مالية ومعسكرات خارجية وسفرات ترفيهية!
لو تتبعنا كل المشاركات فان الحالة الوحيدة التي شدت الجماهير وأفرحتها وأجبرتها على متابعة الاولمبياد حتى نهايتها هو وصول منتخبنا الاولمبي للمربع الذهبي في اولمبياد اثينا 2004 وهي اشارة كانت اكثر من ايجابية بان هناك مواهب كروية يمكن ان تصل الى مديات واسعة وتحقق التواجد ، بل وخطف احدى الميداليات وتوقع الجميع ان تكون تلك المشاركة حافزاً لان يتم الاهتمام بلعبة كرة القدم ودفع الاجيال نحو طموح ابعد من خلال الدورات اللاحقة وبدلا من الامساك بفرصة الثبات دولياً والعمل على رفع الحاجز النفسي نهائياً بعد ان تحطـّم في تلك المشاركة ، حلت الفوضى والاخفاق واصبحنا نتحسر على مجرد الوصول الى النهائيات لنعود الى نقطة البداية من جديد.
اما الشيء المعيب فعلاً فإننا خلال المشاركة الحالية اكتفينا بـ 8 رياضيين فقط لم يكن ترشحهم إلا من خلال البطاقات المجانية الممنوحة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية اضافة الى بطاقة كانت بفضل ظهور حالة تناول منشطات لأحد الرباعين المتأهلين من دولة اخرى فعادت الينا ووصلنا بفضلهما الى العدد المذكور!
اسئلة كثيرة تطرح للمناقشة العلمية الصريحة.. ما ناتج عمل الاتحادات الرياضية طوال السنين الماضية اذا كانت عاجزة عن تأهيل رياضيين على مستوى اولمبي او حتى التأهل عن جدارة الى النهائيات ، أليس من الأحرى ان يتم تقييمهم والاعتراف بفشلهم والاستناد بذلك على عدم احقيتهم بالاستمرار بمناصبهم مستقبلا؟ واين ذهبت المشاريع والخطط والوعود التي سمعناها بأن العراق سيكون حاضراً بثقل في اولمبياد لندن ،هل كانت مجرد فقاعات اعلامية مجردة من أية جدية بالتنفيذ ، ثم ماذا لو اُلغيت البطاقات المجانية من قبل اللجنة الاولمبية ، فهل سنكتفي بوفد اداري يكون احد اعضائه حاملا للعلم العراقي في الافتتاح ؟
نعم قد لا نستغرب تلك الصورة الموحشة ، بل انها ستكون حاضرة خلال الاعوام القادمة طالما ان الفكر الاحترافي سيبقى غائبا وصناديق الاقتراع المغلـّفة بوهم الديمقراطية المستندة الى العلاقات هي من تجدد لأصحاب الكراسي بينما من يفتقر الى قوة الحضور والتنافس والدعم لا يقوى على طرح مشروع التطوير والانقاذ او حتى يجرؤ على الترشيح للمناصب القيادية بجميع تفرعاتها!
اننا امام مفترق طرق اما الاستمرار بنهج الانهزامية والتراجع بجميع الالعاب او الاقرار على ثورة التغيير نحو آفاق العمل الجاد والمضني بعقول واساليب جديدة تطرح فكرة الموازنة بين استغلال الموارد المالية الكبيرة والنتائج الفعلية في تحقيق التحول من رياضة بدائية تعتاش على هبات التواجد في المحافل الدولية الى كيان مستقل يفتخر بقوته وتأثيره ويفرض سطوته اينما تواجد بارادته وعزيمته من دون انتظار البطاقات المجانية!
وقفة... فرحنا عندما سمعنا بمشروع البطل الاولمبي ، وزادت سعادتنا حين علمنا بوجود تخصيصات مادية جيدة له! سؤالنا البريء: اين ذهبت الاموال التي صُرفت وما آلية الإعداد وتفاصيلها ، ومتى نرى ولادة بطل حقيقي يكون هو الأبن الشرعي لهذا المشروع ؟ سؤال نتمنى ألا نعيد طرحه في اولمبياد البرازيل 2016؟!
موضوع: بأختصار ديمقراطي.. عرس عالمي..وحزن عراقي..!! 
الجمعة أغسطس 10, 2012 7:19 am
